اللاجئون الفلسطينيون في لبنان 13
صفحة 1 من اصل 1
اللاجئون الفلسطينيون في لبنان 13
بعد أوسلو، انتهت منظمة التحرير حيث لا وجود مادي لها. فياسر عرفات تجاوز هذه المنظمة وغيّر في ميثاقها ثم أن أوسلو نفسها تحدّ من صلاحيات م ت ف إلا فيما يتعلق بالتوقيع معها. التمثيل السياسي الذي كان للمنظمة تقلص ليمثل فقط السلطة الفلسطينية وينفذ بنود أوسلو. فممثل الشعب الفلسطيني اليوم لم يعد ينادي بما كانت تنادي به م ت ف من شعارات التي هي: الحق بالعودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية”.
يضيف الناطور: “المرجعية في المخيمات كمرجعية عامة عن الشعب الفلسطيني كانت لمنظمة التحرير. الآن منذ 1982 وانسحاب قوات التحرير باتفاق فيليب حبيب لا يوجد مرجعية مكرّسة رسمية علنية. فالمرجعية يجب أن يكون لها اعتراف من الدولة اللبنانية وتتعامل معها بشكل رسمي. هناك اعتراف من الدولة اللبنانية بمنظمة التحرير وتتعاطى معها ضمن دائرة جامعة الدول العربية لكن لا تسمح بإعادة فتح مكتب منظمة التحرير الذي أغلقه الإسرائيليون عام 82 في كورنيش المزرعة في بيروت. كذلك لا تسمح بإعادة مركز الأبحاث التابع لمنظمة التحرير، الذي كان قد أعتمد على أنه مركز للقاءات القيادة الفلسطينية المحلية، كوسيط بين الدولة والتجمع الفلسطيني في لبنان. فقد نسف هذا المركز بسيارة ملغومة في شباط 1983 ولم يسمح بإحياء دوره منذ ذلك الحين. عوض التمثيل الرسمي للفلسطينيين في لبنان هناك مرجعية الأمر الواقع لتمثيل كل فصيل على أنه جزء من الشعب الفلسطيني تتعاطى معه الأطراف الرسمية اللبنانية والقوى السياسية والمؤسسات الدولية”.
تقول السيدة سميرة صلاح التي اشتغلت بدائرة شؤون اللاجئين (كان اسمها دائرة شؤون العائدين) منذ عام 1989 عندما تعينت مديرة لهذه الدائرة في لبنان:
“من ناحية الدولة اللبنانية، ليس من علاقة رسمية مع دائرة شؤون اللاجئين. لكن كنت قد قبلت في لجنة المتابعة وقدمت مذكرات من أجل الحقوق المدنية والإنسانية للشعب الفلسطيني. حصل اجتماعان بلجنة المتابعة لكن توقفت الاتصالات بسبب ذبذبات من أطراف عطلت هذه الفرصة. لقد كنا طلبنا لوزير الصحة السابق مروان حمادة بالسماح بغسل الكلى وإعطاء أدوية لمرضى السرطان، ولم نحصل على موافقة. كذلك أجرت الأونروا لقاءات مع ممثلين من الدولة اللبنانية للسماح بتعاقد مع مستشفيات حكومية فرفضت ذلك. والآن يضعون عراقيل إضافية. كان الضغط من الإمارات والسعودية كبيرا لأجل إعادة إعطاء فيزا بسبب تضرر هذه البلدان من الإجراء وكانت هي المسألة الوحيدة التي حصلنا عليها”.
حول الخدمات التي تقدمها هذه الدائرة التي تضم 20 موظفا ولها مكتب في مار الياس وآخر في عين الحلوة، تقول سميرة صلاح:
“كان قبلي أبو ماهر اليماني وصلاح صلاح ولكن يمكن القول أني انطلقت في 1989 من الصفر بعد أن توقفت أعمالها في 82. كان على جدول أعمال الدائرة كما أقرتها اللجنة التنفيذية عدد كبير من القضايا التي تهم الشعب الفلسطيني منها إعادة إعمار المخيمات وبناء بنيتها التحتية، الحقوق المدنية والاجتماعية للشعب الفلسطيني في لبنان، القضايا الأمنية الخاصة به. عندما بدأت بالعمل كان الوضع صعباً جدا بما يخص منظمة التحرير خاصة. لكن إيماني بضرورة خدمة المجتمع ساعدني للاستمرار ضمن ظروف انقسامات سياسية كبيرة بين الفلسطينيين. حاولت أن أتفهم الجميع حيث انتمائي لمنظمة التحرير لم يمنعني من أن أقف ضد الممارسات التي قامت بها. كان هناك من ضرورة لتغيير الصورة.
أول ما بادرت له هو جمع اللجان الشعبية المكونة من جبهة الإنقاذ وفصائل منظمة التحرير حيث لكل منها لجانه في منطقته. حاولنا الاتفاق على قضايا مشتركة تهم كل الناس. هيئة العمل الوطني اهتمت بقضايا الإعمار ودائرة شؤون اللاجئين بالبنى التحتية من ماء وكهرباء ومجارير. لم نفرق بين مخيم تساعده الأونروا وتجمّع (عددها حوالي 30 تجمع) منها الفقيرة جدا والتي لا يهتم بها أحد. بدأنا بالجنوب وبيروت الأكثر تعرضا لآثار الحرب اللبنانية والاجتياح الإسرائيلي وحرب المخيمات. عملنا مشروع الكهرباء الأساسي لعام 89 في مخيم عين الحلوة ووزعنا على سكان مخيمات أخرى أموالا لإعادة بناء بيوتهم التي هي من التنك.
في الشمال أنجزنا مشروع محولي توزيع للتيار الكهربائي في البداوي والبارد وفي البقاع، في مخيم الجليل، مشروع كهرباء أيضا. الفترة بين 89 و93 كانت فترة ذهبية حيث نفذنا مشاريع مهمة بدعم من م ت ف. لكن بعد اتفاق أوسلو بدأت تتراجع الأمور حيث خف كثيرا اهتمام العالم بلبنان وبفلسطينييه. فهو لم يعد حالة طوارئ والمنظمات غير الحكومية الأوروبية والدولية اعتبرت أنه عليها توجيه دعمها للأراضي الفلسطينية المحررة إثر الاتفاق الذي تم. لقد نسوا 350 ألف فلسطيني في لبنان. كان نتيجة ذلك تقليص مي**** لبنان من قبل م ت ف حيث تم تخفيض أو إنهاء الرواتب وتوقيف الدعم. فأصبح الشعب الفلسطيني في لبنان دون أي مورد خاصة وأن حرب الخليج الثانية كان لها انعكاساتها السلبية الكبرى على الوضع الاقتصادي. فأصبح هناك حالات اجتماعية مأساوية، مما حدا بالمنظمة أن تعيد بعد فترة من المطالبات والصراخ المساعدة بشكل تدريجي لكن فقط لجماعة فتح، وانحصر عمل المؤسسات بأفراد. كان هذا سببا لصراع مع م ت ف التي حصرت كل شئ بشخص على حساب العمل المؤسساتي ودون الأخذ بعين الاعتبار هذا التاريخ من النضال الطويل لها. مما جعلنا نشعر بالإحباط الشديد ومما انعكس سلبا على كل العمل حيث لم تعد هذه الدائرة تعتبر كمرجعية.
منذ سنتين فقط بدأت العلاقة بالانتظام بين اللاجئين هنا وبين المركز في غزة. وهذه السنة (1999) أنجزنا في نصفها الثاني عددا من المشاريع منها خزان ماء في عين الحلوة ومجارير لمنطقة البستان، التي هي في مخيم عين الحلوة ولكن لا يدخل ضمن نفوذ الأونروا، وفي تجمّع البركسات أيضا. بدأنا نركّز على التجمعات (صرفنا 35 ألف دولار خلال 3 أشهر). ونحن متفائلين بإمكانية إنجاز مشاريع أخرى وهي تجري عبر مناقصات مختومة بالشمع الأحمر كي لا يكون هناك من تمييز حيث العمل في الشأن العام غير سهل. هناك بالطبع رقابة على التنفيذ من قبل أشخاص معينين لذلك، كي لا تهدر الأموال خاصة وأنها قليلة والعاملون يهمهم أن يعملوا حتى ولو كان الأجر قليلاً”.
يضيف الناطور: “المرجعية في المخيمات كمرجعية عامة عن الشعب الفلسطيني كانت لمنظمة التحرير. الآن منذ 1982 وانسحاب قوات التحرير باتفاق فيليب حبيب لا يوجد مرجعية مكرّسة رسمية علنية. فالمرجعية يجب أن يكون لها اعتراف من الدولة اللبنانية وتتعامل معها بشكل رسمي. هناك اعتراف من الدولة اللبنانية بمنظمة التحرير وتتعاطى معها ضمن دائرة جامعة الدول العربية لكن لا تسمح بإعادة فتح مكتب منظمة التحرير الذي أغلقه الإسرائيليون عام 82 في كورنيش المزرعة في بيروت. كذلك لا تسمح بإعادة مركز الأبحاث التابع لمنظمة التحرير، الذي كان قد أعتمد على أنه مركز للقاءات القيادة الفلسطينية المحلية، كوسيط بين الدولة والتجمع الفلسطيني في لبنان. فقد نسف هذا المركز بسيارة ملغومة في شباط 1983 ولم يسمح بإحياء دوره منذ ذلك الحين. عوض التمثيل الرسمي للفلسطينيين في لبنان هناك مرجعية الأمر الواقع لتمثيل كل فصيل على أنه جزء من الشعب الفلسطيني تتعاطى معه الأطراف الرسمية اللبنانية والقوى السياسية والمؤسسات الدولية”.
تقول السيدة سميرة صلاح التي اشتغلت بدائرة شؤون اللاجئين (كان اسمها دائرة شؤون العائدين) منذ عام 1989 عندما تعينت مديرة لهذه الدائرة في لبنان:
“من ناحية الدولة اللبنانية، ليس من علاقة رسمية مع دائرة شؤون اللاجئين. لكن كنت قد قبلت في لجنة المتابعة وقدمت مذكرات من أجل الحقوق المدنية والإنسانية للشعب الفلسطيني. حصل اجتماعان بلجنة المتابعة لكن توقفت الاتصالات بسبب ذبذبات من أطراف عطلت هذه الفرصة. لقد كنا طلبنا لوزير الصحة السابق مروان حمادة بالسماح بغسل الكلى وإعطاء أدوية لمرضى السرطان، ولم نحصل على موافقة. كذلك أجرت الأونروا لقاءات مع ممثلين من الدولة اللبنانية للسماح بتعاقد مع مستشفيات حكومية فرفضت ذلك. والآن يضعون عراقيل إضافية. كان الضغط من الإمارات والسعودية كبيرا لأجل إعادة إعطاء فيزا بسبب تضرر هذه البلدان من الإجراء وكانت هي المسألة الوحيدة التي حصلنا عليها”.
حول الخدمات التي تقدمها هذه الدائرة التي تضم 20 موظفا ولها مكتب في مار الياس وآخر في عين الحلوة، تقول سميرة صلاح:
“كان قبلي أبو ماهر اليماني وصلاح صلاح ولكن يمكن القول أني انطلقت في 1989 من الصفر بعد أن توقفت أعمالها في 82. كان على جدول أعمال الدائرة كما أقرتها اللجنة التنفيذية عدد كبير من القضايا التي تهم الشعب الفلسطيني منها إعادة إعمار المخيمات وبناء بنيتها التحتية، الحقوق المدنية والاجتماعية للشعب الفلسطيني في لبنان، القضايا الأمنية الخاصة به. عندما بدأت بالعمل كان الوضع صعباً جدا بما يخص منظمة التحرير خاصة. لكن إيماني بضرورة خدمة المجتمع ساعدني للاستمرار ضمن ظروف انقسامات سياسية كبيرة بين الفلسطينيين. حاولت أن أتفهم الجميع حيث انتمائي لمنظمة التحرير لم يمنعني من أن أقف ضد الممارسات التي قامت بها. كان هناك من ضرورة لتغيير الصورة.
أول ما بادرت له هو جمع اللجان الشعبية المكونة من جبهة الإنقاذ وفصائل منظمة التحرير حيث لكل منها لجانه في منطقته. حاولنا الاتفاق على قضايا مشتركة تهم كل الناس. هيئة العمل الوطني اهتمت بقضايا الإعمار ودائرة شؤون اللاجئين بالبنى التحتية من ماء وكهرباء ومجارير. لم نفرق بين مخيم تساعده الأونروا وتجمّع (عددها حوالي 30 تجمع) منها الفقيرة جدا والتي لا يهتم بها أحد. بدأنا بالجنوب وبيروت الأكثر تعرضا لآثار الحرب اللبنانية والاجتياح الإسرائيلي وحرب المخيمات. عملنا مشروع الكهرباء الأساسي لعام 89 في مخيم عين الحلوة ووزعنا على سكان مخيمات أخرى أموالا لإعادة بناء بيوتهم التي هي من التنك.
في الشمال أنجزنا مشروع محولي توزيع للتيار الكهربائي في البداوي والبارد وفي البقاع، في مخيم الجليل، مشروع كهرباء أيضا. الفترة بين 89 و93 كانت فترة ذهبية حيث نفذنا مشاريع مهمة بدعم من م ت ف. لكن بعد اتفاق أوسلو بدأت تتراجع الأمور حيث خف كثيرا اهتمام العالم بلبنان وبفلسطينييه. فهو لم يعد حالة طوارئ والمنظمات غير الحكومية الأوروبية والدولية اعتبرت أنه عليها توجيه دعمها للأراضي الفلسطينية المحررة إثر الاتفاق الذي تم. لقد نسوا 350 ألف فلسطيني في لبنان. كان نتيجة ذلك تقليص مي**** لبنان من قبل م ت ف حيث تم تخفيض أو إنهاء الرواتب وتوقيف الدعم. فأصبح الشعب الفلسطيني في لبنان دون أي مورد خاصة وأن حرب الخليج الثانية كان لها انعكاساتها السلبية الكبرى على الوضع الاقتصادي. فأصبح هناك حالات اجتماعية مأساوية، مما حدا بالمنظمة أن تعيد بعد فترة من المطالبات والصراخ المساعدة بشكل تدريجي لكن فقط لجماعة فتح، وانحصر عمل المؤسسات بأفراد. كان هذا سببا لصراع مع م ت ف التي حصرت كل شئ بشخص على حساب العمل المؤسساتي ودون الأخذ بعين الاعتبار هذا التاريخ من النضال الطويل لها. مما جعلنا نشعر بالإحباط الشديد ومما انعكس سلبا على كل العمل حيث لم تعد هذه الدائرة تعتبر كمرجعية.
منذ سنتين فقط بدأت العلاقة بالانتظام بين اللاجئين هنا وبين المركز في غزة. وهذه السنة (1999) أنجزنا في نصفها الثاني عددا من المشاريع منها خزان ماء في عين الحلوة ومجارير لمنطقة البستان، التي هي في مخيم عين الحلوة ولكن لا يدخل ضمن نفوذ الأونروا، وفي تجمّع البركسات أيضا. بدأنا نركّز على التجمعات (صرفنا 35 ألف دولار خلال 3 أشهر). ونحن متفائلين بإمكانية إنجاز مشاريع أخرى وهي تجري عبر مناقصات مختومة بالشمع الأحمر كي لا يكون هناك من تمييز حيث العمل في الشأن العام غير سهل. هناك بالطبع رقابة على التنفيذ من قبل أشخاص معينين لذلك، كي لا تهدر الأموال خاصة وأنها قليلة والعاملون يهمهم أن يعملوا حتى ولو كان الأجر قليلاً”.
مواضيع مماثلة
» اللاجئون الفلسطينيون في لبنان 11
» اللاجئون الفلسطينيون في لبنان 27
» اللاجئون الفلسطينيون في لبنان 12
» اللاجئون الفلسطينيون في لبنان 28
» اللاجئون الفلسطينيون في لبنان 29
» اللاجئون الفلسطينيون في لبنان 27
» اللاجئون الفلسطينيون في لبنان 12
» اللاجئون الفلسطينيون في لبنان 28
» اللاجئون الفلسطينيون في لبنان 29
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى